يمتد تراث دار معوّض، الذي وجهته مساعي خمسة أجيال ورؤياها، على أكثر من قرن من الإبداعات والتقاليد في التصميم البارع للمجوهرات والساعات. ومنذ تأسيس العلامة في لبنان في عام 1890، بقيت قيم معوّض الراسخة مستمرّة على مر السنين لتقديم الرفاهية والرقي الحقيقيين للعملاء المدركين ذوي الذوق الرفيع، ما سمح للدار بالتوسع في أصقاع العالم.
حمّل ملفّ الشركةمع انطلاق العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، دخلت دار معوض مرحلة جديدة مع الترحيب بالجيل الخامس إلى كنف هذه الشركة العائلية. ويقدم جيمي معوض، ابن فراد معوض، الجيل الرابع من الشركاء المؤتمنين على العلامة، وأناستازيا معوض، ابنة ألان معوض، الجيل الرابع من الشركاء المؤتمنين على العلامة، حماساً جديداً إلى التزام معوض بجعل العالم مكاناً أفضل، من خلال إطلاق صندوق معوض الخيري مع رسالته التي تعمل على نشر الإيجابية من خلال الانخراط الهادف.
شكّل تاريخ 1 يناير 2010 بداية سنة جديدة، لكنه كان أيضاً انطلاقة عصر جديد لمعوض. فقد تم اختيار هذا التاريخ الرمزي لتسليم زمام قيادة الشركة للجيل الرابع من آل معوض، أي أولاد روبير معوض الثلاثة: فراد وألان وباسكال. وأفضت رؤية الأخوة معوض وجهودهم إلى وصول سمعة التميز التي تتحلى بها العلامة إلى مستويات أعلى، وزادت التكامل الرأسي للشركة من تفاني معوض في "ابتكار الاستثنائي".
حافظ روبير معوّض على إرث العائلة العريق بفضل ميله الكبير إلى المجوهرات الباهرة والساعات المعقدة التصميم. وفي سبعينات القرن الماضي، نقل مقرّ العلامة إلى جنيف وبدأ بإنتاج ساعات تحمل اسم "روبيرجيه" (Robergé)، وهو مزج بين اسمي روبير وجنيف.
ورسّخ روبير معوّض في خلال إدارته الحكيمة حضوراً بارزاً للدار في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. وحصل على بعض من أكبر قطع الألماس في العالم، فثبت مكانته في التاريخ كأحد أكبر الشخصيات في مجال صناعة الألماس. واستطاع روبير معوّض، من خلال حيويته وقوته والتزامه بصناعة المجوهرات، أن يقود الشركة العائلية إلى الشهرة العالمية.
أبدى فايز معوّض (1917-1990) موهبة فطرية في تصميم القطع التي جذبت أنظار النخبة في البلاد. وتحلّى بنفحة إبداعية رائعة، لأنه كان أحد أوائل الصاغة الذين رصعوا الساعات بالأحجار الكريمة.
وقاد هذا الطموحُ فايز معوّض إلى السفر حوالى ألف ميل، ليحطّ رحاله في المملكة العربية السعودية. وكانت البداية ميمونة، فهو من أوائل الصاغة في المملكة الذين أحضروا علامات الساعات الفاخرة إلى شواطئها. وسريعاً ما اكتسب عمله الرائع رعاية الطبقات العليا في المجتمع، ما ساعد فايز معوّض على بناء شبكة قوية من المعارف والعملاء.
أبصرت رحلة دار معوّض المذهلة النور عندما غادر ديفيد معوّض (1865-1951) وطنه لبنان في عام 1890 ليمضي أكثر من عقدين من الزمن في نيويورك والمكسيك وهو يتعلم حرفة صناعة الساعات والصيغة والمجوهرات.
وعاد ديفيد معوّض إلى بيروت مفعماً بنفحة المبدع الرائد وافتتح مشغل معوّض الأول في عام 1908. ومنذ ذلك الحين، وفّق بين عمله اليومي القاضي بتصليح الساعات والمجوهرات مع شغفه الحقيقي، ألا وهو صنع الساعات الرائعة والمعقدة وتصميم القطع الفريدة التي يكلفه بها العملاء الأثرياء.