معارض معوّض كلها مفتوحة الآن.
رجاء راجع أدناه الإجراءات التي نتّخذها بشأن فيروس كورونا.
شاهد هنا
استحصلت دار معوّض، على مر السنين، على مجموعة من الألماس هي ربما أروع مجموعة يقتينها مالكون خاصّون في العالم. فتضم هذه المجموعة الباهرة كنوزاً خلابة يتخللها بعض من أكبر أحجار الألماس.
الوزن: 69.42 قيراط
الشكل: كمثرى
التصنيف: D-FL
الألماس لا يرحم. تقول إحدى شخصيات رواية "ساندكاسل" (القلعة الرملية) من أولى روايات الكاتبة البريطانية "أيريس مردوك": "الألماس يزيد مرتديها جمالاً وبروزاً إن استطاع." والأمر سيان لإليزابيث تايلور، يا ترى؟ لا شكّ في أن الهدايا التي لاقت حصّتها من التغطية الإعلامية والتي منحها إياها زوجها الخامس، الراحل ريتشارد بورتون، حسّنت من مظهر تايلور ولاقت بها، فالألماس قد نسج علاقة بينه وبين ومرتديه.
اشترى ريتشارد بورتون لإليزابيث تايلور في عام 1968 الجوهرة الأولى وهي الألماسة "كروب" التي تزن 33.19 قيراط وتتخذ شكل الزمرد. وكانت تملكها في السابق "فيرا كروب،" الزوجة الثانية لعملاق صناعة الفولاذ، ألفريد كروب. وارتدت تايلور الجوهرة في خاتم. ثم أهداها بورتون اللؤلؤة الرائعة المعروفة باسم "لا بيريجرينا" La Peregrina التي دفع ثمنها 15 ألف جنيه استرليني.
ولمناسبة عيد ميلاد إليزابيث تايلور الأربعين في عام 1972، قدم لها ريتشارد بورتون مجموعة من الألماس على شكل قلب مع أحجار الياقوت في قلادة. وقال بورتون: "أردت أن أشتري لها تاج محل، لكنه يكلف الكثير لنقله. ووزن هذه الألماسة كبير للغاية، إنها بحجم اللفت تقريباً." ثمّ أضاف: "الألماس استثمار. وعندما يكفّ الناس عن رغبتهم في رؤيتنا أنا "وليز" على الشاشة، يمكننا عندئذ بيع بعض الحلي."
بيد أن الجوهرة الأكثر شهرة التي اشتراها ريتشارد بورتون هي الألماسة التي تزن 69.42 قيراط على شكل كمثرى، التي عرفت بعد ذلك بألماسة تايلور بورتون. وتم قطعها من حجر خام وزنه 240.80 قيراط وجد في منجم بروميي في عام 1966 واشتراه هاري وينستون بعد ذلك.
بعد أن وصل الحجر الخام إلى نيويورك، عاينه وينستون وباستور كولون الابن، المسؤول عن القطع، لمدة ستة أشهر. فرُسمت العلامات، ومحيت وأعيد رسمها لإظهار المواقع التي يجب قطع الألماسة فيها. ثم حان يوم القطع. وازدادت حدة التوتر الذي يحيط بهذه العملية بسبب وهج أضواء كاميرات التلفزيون التي سُمح لها بالدخول إلى الورشة. وبعد أن قطع الحجر، لم يتفوه الحرفي البالغ من العمر 50 عاماً بكلمة، بل مدّ يده عبر طاولة القطع وأمسك قطعة الألماس التي تم فصلها ونظر إليها للحظة قبل أن يهتف "جميلة!"
كان من المتوقع أن تعطي القطعة التي تزن 78 قيراطاً ألماسة بوزن 24 قيراطاً، في حين أن القطعة الأكبر بوزن 162 قيراطاً كانت ستقطع إلى الألماسة على شكل كمثرى بوزن كان من المتوقع أن يبلغ 75 قيراطاً.
في عام 1967، باع وينستون الألماسة على شكل كمثرى إلى هارييت أننبرغ آيمز، شقيقة والتر أننبرغ، السفير الأميركي إلى لندن في خلال ولاية الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. ثم أرسلت الألماسة بعد عامين إلى معارض "باركي- بيرنيت غاليريز" كي تباع في المزاد العلني.
أدرجت الألماسة في مزاد علني في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر من العام 1969 بحسب تفاهم يفيد أن الشاري يستطيع تسمية الألماسة. وقبل أن تنشر التكهنات حول هوية المشاركين في المزاد، ردّد الصحافيون الأسماء الدولية المعتادة وكان اسم إليزابيث تايلور من بينها. ونالت تايلور بالفعل نظرة مسبقة على الألماسة عندما نقلت إلى سويسرا لكي تفحصها ثم عادت إلى نيويورك مع احتياطات وصفت بأنها "غير عادية."
واستهل الدلال المزاد بالتساؤل عما إذا كان أحدهم مستعد لدفع 200 ألف دولار أميركي مقابل الألماسة، فصرخ الحاضرون في الغرفة المزدحمة "نعم". ثم ظلت العروض ترتفع بين تسعة مقدّمي عروض لتصل حتى 500 ألف دولار أميركي. عندئذ، بدأ العروض ترتفع بمعدل 10 ألف دولار. وعندما بلغت القيمة 650 ألف دولار، كان قد بقي اثنان في المزايدة. وعندما وصلت المزايدة إلى مليون دولار، انسحب آل يوغلر من شركة "فرانك بولاك" التي كانت تمثل ريتشارد بورتون. وعلت الصيحات عندما طرقت المطرقة، ووقف الحاضرون كلهم في الصالة، حتى أن الدلال لم يستطع التعرف إلى الفائز، واضطر إلى طلب السكوت واحترام النظام. وكان الفائز روبرت كنمور، رئيس مجلس إدارة شركة كنمور، أصحاب شركة كارتييه، الذي دفع السعر القياسي البالغ 1.05 مليون دولار مقابل الجوهرة التي أسماها على الفور "كارتييه." وكان الرقم القياسي المسجل للسعر المدفوع لجوهرة 305 ألف دولار أميركي لقلادة من الألماس من ممتلكات روفينسكي في عام 1957.
وكان هاري وينسون أيضاً مع ريتشارد بورتون بين المشاركين الذين لم يحققوا مبتغاهم في ذلك المزاد. لكنه لم يستسلم على الرغم من هزيمته، وعزم على الحصول على الألماسة. لذلك، حشر بورتون نفسه بين المشرب والصالون في أحد الفنادق المعروفة في جنوب إنجلترا وتحدّث من هاتف عمومي إلى وكيل كنمور. وفاوض على الهاتف بشأن الجوهرة مع الاستمرار في إدخال النقود في صندوق الهاتف.
واستطاع العملاء الذين كانوا في الصالة يحتسون مشروبهم بهدوء أن يسمعوا نبرة الممثل وهو يصرخ: "لا يهمني كم سعرها، بل اذهب واشترها". وفي نهاية المطاف، وافق روبرت كنمور على بيعها، لكن بشرط أن تتمكن دار كارتييه من عرض الألماسة، التي باتت تعرف بألماسة تايلور بورتون"، في نيويورك وشيكاغو. ولم ينكر أن كارتييه قد حققت أرباحاً، فقد قال: "نحن رجال أعمال، ويسرنا أن الآنسة تايلور سعيدة".
توافد أكثر من ستة آلاف شخص يومياً إلى متجر كارتييه في نيويورك لرؤية ألماسة تايلور بورتون، فوصلت الحشود إلى نهاية الشارع. بعد ذلك بوقت قصير، ارتدت تايلور الألماسة في العلن للمرة الأولى، عندما حضرت حفل ذكرى المولد الأربعين للأميرة غريس، أميرة موناكو. ورافق حارسان مسلحان عيّنهما بورتون وكارتييه الألماسة من نيويورك إلى نيس. وفي عام 1978، أعلنت تايلور بعد طلاقها من ريتشارد بورتون، أنها تعرض الألماسة للبيع وتنوي أن تستخدم جزءاً من العائدات لبناء مستشفى في بوتسوانا. ثم في شهر يونيو من العام التالي، أفاد هنري لامبرت، الصائغ النيويوركي، أنه اشترى ألماسة تايلور بورتون مقابل حوالى خمسة ملايين دولار. وبحلول شهر ديسمبر، كان قد باع الجوهرة إلى صاحبها الحالي، روبير معوّض.